الحذر من «أنفلونزا الخنازير» انتقل إلى مرحلة جديدة، إذ اتخذ عدد من سكان القاهرة إجراءات وقائية فى تعاملهم مع الزبالين الذين يجمعون القمامة، وتكررت تحذيرات قاطنى عدة عمارات فى مناطق مختلفة من القاهرة والجيزة من دخولهم بسبب تعاملهم مع الخنازير،
ومنع بعضهم متعهدى القمامة الذين يتعاملون مع الخنازير من العمل وقرروا استبدالهم بآخرين، بعض تلك التحذيرات كان شفويًا والبعض الآخر وضعه السكان فى مداخل العمارات، السكان وجدوا وسيلة للتخلص من القمامة والوقاية فى الوقت نفسه،
حيث ألغوا صناديق القمامة الموضوعة أمام كل شقة ووضعوا بدلاً منها أحواض زهور طبيعية، وصمموا صندوق قمامة مجمعًا فى كل طابق يوضع فى الفاصل بين سلالم العمارة، واشتروا «قفة» يتسلمها جامع القمامة أثناء دخوله إلى العمارة ليجمع فيها القمامة ويفرغها فى شاحنته ثم يعيدها مرة أخرى.
مسعد على أحد سكان العمارات التى بادرت بمنع الزبالين فى العباسية قال: «كل ما يهمنا كسكان هو حماية صحتنا من خطر أنفلونزا الخنازير خاصة أن جامعى القمامة كانوا يحملون أدوات ملوثة وكريهة الرائحة، فجمعتهم ومنعتهم لأنهم من سكان الدويقة التى تربى الخنازير، فرشحوا لى شخصًا منهم لا يتعامل مع الخنازير ليجمعها وينقلها إليهم، وطالبتهم بوضع سيارة جمع القمامة على بُعد مناسب من العمارة ووفرت لهم أدوات جمع قمامة نظيفة،
وقد استجابوا بسهولة خاصة أننا لم نقطع التعامل معهم، وبالتالى لن تتأثر لقمة عيشهم، وإن كان سكان العمارة على استعداد للتخلص من القمامة بواسطة متعهد آخر إذا رفضوا ذلك».
وفى مدينة نصر حدث موقف مختلف إذ تشاجر أحد السكان مع متعهد القمامة، وقال محمد عادل أحد السكان: «حذرنا جامعى القمامة من الدخول لكننا فوجئنا بهم يخالفون تحذيراتنا، رغم أننا عرضنا وضع صندوق قمامة ضخم أمام باب العمارة، لكنهم أخبرونا بأن صناديق القمامة الموجودة فى الشوارع تشرف عليها شركات أخرى،
إلـى جانب تكاسل بعض السكان فى وضع القمامة فى الصندوق المخصص، لذلك تحدث بيننا مشادات يومية، لم نجد لها حلاً قاطعًا إلى الآن، لأنه لا توجد طريقة عامة متعارف عليها فى جمع القمامة فى مصر من العمارات السكنية».
موقف مماثل حدث فى عمارة فى شارع أحمد عرابى فى منطقة عين شمس حيث تجمهر السكان مطالبين جامع القمامة بعدم الدخول نظرًا لما ينقله من فيروسات فقال لهم ساخرًا: «المرة الجاية هاجيبلكوا معايا خنزير عشان تشوفوا الفيروسات عاملة إزاى».